الخيال الشعبي وأصل ربنا يسخطك قرد
أكيد كلنا سمعنا يوما ما في حياتنا عبارة "ربنا يسخطك قرد" و أحيانا تهدد الأم لتهديد ولادها بيها وتخوفهم من كل حاجة, من ارتكاب الأخطاء و من هوايتهم المفضلة, اللي هي "الازعاج". و نعيش كلنا في وهم الخوف من أن "ربنا هايسخطنا قرود" لحد ما نكبر ونعرف أن الحدوته مش أكتر من تهديد سمعتا الأم من الجدة والجدة سمعتها من أمها وجيل ورا جيل بنهدد بعض بان ربنا هايسخطنا قرود. مش عارفة ليه قرود يمكن عشان الإزعاج اللي بيسببه القرد زي ازعاج الاطفال؟ ممكن.
الغريب أنه اذا فكرنا مرة نفوت الام ونقعد مباشرة مع الجدة ويا ريت يكون عمرها 90 أو 100 ساعتها هانكتشف أسرار كبيرة و حكايات خرافية لكنها بتفسر لنا سر " ربنا يسخطك" فالخيال الشعبي افيهوش حاجة من غير سبب, ولأن الخيال الشعبي المصري واسع ومبتكر تلاقي روايات خرافية يكون الهدف منها التعليم أو العبرة النهائية, لكن كل اللي يفضل في ذاكرة الناس هو القصة بحرفيتها بعد ما ننسي امتى وازاي نشأت الحكاية.
نرجع ل"ربنا يسخطك قرد" و نقول أنها مش مجرد دعابة لان الجدات ربنا يديهم طولة العمر والصحة, بيحكوا عن حكاية رجل توضأ بالحليب فما كان من الله الا أن حوله الى قرد لأ وايه؟ ساب الأماكن اللي غسلها بالحليب عارية من الشعر و حمراء عقابا له.
وفيه قصص تانية مشابهة لقصة القرد, زي حكاية المرأة التي كان عندها رحا تطحن بها الحبوب و كانت أمها لا تمنعها عن أي من الجيران و المعارف و الأصدقاء, و بعد وفاة الأم, البنت قال إيه اتضايقت من كتر ما الناس بتطلب الرحاية وقررت ماتديهاش لحد. وف يوم طلبتها واحدة من الجارات وأنكرت الابنة وجودها قال إيه؟ عند جارة تانية و في نهاية حديث طويل أغلظت القسم بأنها ليست موجودة في المنزل. و فورا نالت عقابا الهيا بسبب اليمين الكاذب, وتحولت الى سلحفة تعيش طول حياتها بين شقي الرحا, واحدة فوق ظهرها وواحدة تحت بطنها.
و في حكايات تانية تلاقي نجد أن الأنواع بتتطور مش بتستحدث ويستخدم الخيال الشعبي القصص الدينية وقصص الأنبياء عشان يأكد على أهمية قصته, اللي مش ممكن تتصدق. في واحدة من الحكايات نلاقي قصة نوح عليه السلام أيام الطوفان كان بيدخل الأنواع كلها للسفينة ودخل الخروف بسهولة , قام سيدنا طبطب عل ضهره "مشيها ضهره" وبقت عندة إلية كبيرة تستر مؤخرته, بعكس المعزة اللى قرفته على ما طلعت فضربها واترفع ذيلها القصير إلى أعلى وفضلت كل الاجيال بعد كده تدفع تمن غلطة المعزة الجدة.
وساعات بقى تلاقي حرص من الخيال الشعبي على وجود بعض الانواع من غير ما نإذيها, و الحرص على قتل أنواع تانية, من غير مبرر مفهوم. تلاقي مثلا قصص في الريف المصري بتحبب الناس في قتل "البرص" و بغض النظر عن أنه كائن مزعج ومعفن إلا أنهم بيقولوا قصة خرافية غريبة و ربطها الخيال الشعبي المرة دي بإبراهيم عليه السلام, الحكاية أنه لما اترمى إبراهيم في النار كان البرص بينفخ فيها عشان يشعللها, وعشان كده الناس قالت ان قتله حلال وكمان يكسبنا حسنات.
ولأن الخيال الشعبي مش بالسذاجة التي تبان للوهلة الأولى كان لازم نعيد النظر في القصص, فقصة القرد مثلا عليزة تعلم الناس احترام النعمة وكان اختيار الحليب مش صدفة, لأنه الغذاء الأساسي في الريف المصري هو وكل منتجاته, و في قصة السلحفاة نلاقيها عليزة تقول للناس أنها يساعدو بعض, ويبقى قلبهم على بعض زي ما كان الريف زمان.
أما قصة الخروف والمعزة بتطلب مننا طاعة الرسل والأنبياء, وقصة البرص ممكن يكون لها علاقة بالخرافة المنتشرة عن أنه هو سبب مرض البرص وبالتالي الناس كلها بتخاف وتقرف منه
بجد حاجة تكسف:mosking:
فتوى
1) هل من يقتل حيوان البرص يأخذ ثوابا؛ لأنه كان ينفخ في النار التي ألقى فيها الكفار سيدنا إبراهيم عليه السلام؛ وهل يوجد أحاديث تدل على ذلك؟
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
يجوز قتل البرص؛ لأنه من الزواحف المؤذية، وأما ما يقال من أنه كان ينفخ في النار التي ألقى فيها الكفار سيدنا إبراهيم عليه السلام فهو محض خرافة، لا أساس له من الصحة، لا من حديث صحيح ولا ضعيف، بل هو من الخرافات.