عند شاطئ البحر ..
أتأمل ارتطام موجه على الصخور ..
مصدره ذلك الصوت المنذر بالموجود ..
ويزينها ذلك الزبد الأبيض ...
وتجاريها صيحات طيور النورس ..
كم يعج ذلك المكان بأجمل الألحان ..
عندما نلجئ له مع صخبه .. المحبب للنفوس ..
لنختلي مع أنفسنا ..
ننشد .. الهدوء..
السكون ..
السلام ..
لنسيان الماضي .. الحاضر
فقط نحن في هذه اللحظة ..
تراودنا أفكار .. الواحدة تلو .. الأخرى ..
نحاول تجاهلها ..
التواري وراء بعض الأمور ..
للهرب من الذكريات ...
ولكن يومض .. في ذاكرتنا .. كضوء البرق ..
ذكرى وجوه ..
كان للقياهم بهجة تشغف حنايا القلب ..
وتشرق الوجوه لابتسامة ثغرهم ..
فكنا نبتسم لمجرد ذكر أسمائهم ..
أمامنا ..
أما عند لقياهم ..
كأن الروح عادت للجسد ..
وإزدان المكان من حولنا .. بنور حضورهم ..
ولكن اليوم ..
لمجرد مرور طيف ذكراهم ..
يعتصر القلب الألم ..
وتئن الروح ..
وتترقرق العيون بدمعها ..
فتسيل الدموع على الخد مجزله في سكبها ..
صامته يكفيها أنين الروح ..
فيطلق الجسد تنهيده ..
كأنها ثورة بركان ..
لتفريغ القليل ما فيه..
من حرارة الألم ..
والحزن ..
لفراقهم ..
آه .. ثم ..آه ..
كم كانت تجمعنا الذكريات ..
كم تشاركنا الابتسامات ..
وسرد الحكايات ..
واللعب على رمال هذا الشاطئ ..
كم تخاصمنا .. تشاجرنا ..
ولكن تبقى القلوب في وآم ..
ما أجمل ذكراكم وان كانت تبعثر
شتات النفس بعد لملمتها ..
كلما مر طيف ذكراكم ..
رحلتم ...
وتركتم وراءكم بقايا إنسان ..
يعيش على طيف ذكراكم ..
يلملم شتات النفس ..
كلما عصفت به ذكرى رحيلكم..
ولم يبقى له سوى أن ..
ينتظر يوم رحيله ..
ليلتم الشمل من جديد ..
عند رب العباد ..