امشي في الشارع سرحان
أتذكر الماضي السحقان
كيف كان جمال مدينتي الفتان
بسر كل ناظر من الأنام
و يأسر نظرات العينان
أتذكر صوت الطفلان الرنان
اللذان كانا في الحديقة يلعبان
وزقزقة العصافير فوق شجرة السنديان
وأشعة الشمس اللطيفة في النهار
و أضواء المنازل في الليل
أما ألان
أصبحت المدينة في مغبة النسيان
خالية من كل بني الإنسان
وبقيت فيها و حيدا وسط الأحزان
بعد أن هجرها كل من كان فيها من الأنام
كل واحد لجأ إلى حبيبه في اقرب مكان
هربا من الأحزان إلى مدينة فيها الأمان
إلا أنا لم يكن لي حبيب في أي مكان
فبقيت وحيدا في مدينة الأحزان
أتسكع في النهار بدون خلان
وفي الليل أهيم كالشبح بدون عنوان
نسيت طعم المنام
او جميل الكلام
ولأني بقيت وحيدا تعبان
نسيت كيفية الكلام
و الابتسامة و النطق بالسلام
ورد السلام
وأصبح السكوت هو الكلام
أصبحت كالبكمان
بدون عضلة اللسان
غابت أشعت الشمس عن المكان
و أصبح كل شيء غارقا في الظلام
وأصبحت كالخفاش وسط الظلام
بدون أي خلان