كل فرد منا له شيء يعشقه وأشياء يهواها .. له أحد يرتاح إليه ،ويحب أن يبادله المشاعر الجميله والكلمات الرقيقه ، يحب أن يجالسه بالساعات والليالي ولا يحس بالوقت وهو يمر .. يرى أن اليوم لحظه ولا يريد من الدنيا شيء سوى هذا الحبيب الذي يهواه .
عندما نرتاح لأحد وبعد لقاء والآخر يتطور هذا الإرتياح إلى إعجاب بعدها و ربما في الغالب يصبح حب وعشق و وله بل ويتطور إلى أن يصبح لا راحة لأحدهما في غياب الآخر أو بعده عنه .
وأرى أنه لا يوجد أفضل من هذا الإحساس ولا اروع من هذه المشاعر ، بل ولا توجد كلمات تصف لقاء حب يجمع بين قلبين معا لايريدان سوى أن يكونان معا للأبد يعشقان بعضهما ويظلا هكذا يرون كل شيء جميل ، بل ويرون الأشياء أفضل مما هي عليه .
فحينما تلتقي العيون تقول كل شيء في الحب في غياب وهروب تام للكلمات ويظل إحساس الحب هو المسيطر ... هذا هو مالا نهاية له تلك سعادة عارمه تعم القلب وتغرق الأرواح ولا يريد أحد في هذا الموقف أو ذاك الحلم أن يفيق منه أبدا مهما كان ......
ولكن ...........
صعب .. صعب جدا أن يفيق الفرد من هذا الإحساس الجميل على كابوس مزعج .. حين يكتشف أن ماكان فيه هذا هو حلم جميل نهايته محزنه مخزيه .. حينها يتمنى لو ترجع به الساعات ولا يحلمه أبدا .. فمهما بلغ حجم تلك السعاده والفرحه فالنهاية كانت أحزان وتعاسه ، فلا فائده من شعور جميل وحلم وردي وإحساس بالفرحه يليه في النهاية أحزان .
فالصدمة تكون كبيره حين ترى أن ماكنت تراه كل شيء لك في الحياه ، ترتاح له ، وتحب أن ترى الفرحة في عيونه ، حتى ولو كان على حساب نفسك ، يخدعك ويصبح أكبر كذبه عشتها انت ، وقتها تبعثر الأوراق ويكون الوهم حقيقه ، والغدر واقع تعيشه ، ما أصعب تلك الحقيقه المخزيه .
ماذا بعد كل هذا الحب حين يصبح أعظم وأفضل شعور .. هو هو .. أقبح وأسوأ شعور ؛ شعور يعطيك الإحساس بالخزي والتعاسه .
حين يرى الفرد أن ما كادت أن تملكه يداه هرب منه وباعه ، وترك يداه مبسوطتان على أمل أن يرجع له ويظل الأمل حليفه ، ولكن بعد مرور الوقت يتأكد أنه لا جدوى مما يتأمله وينتظره ، فمن باع أحدا قد أخلص له من قلبه لا يمكنه أن يحب ولا ان يرجع ويضحي من أجله ، وتلك هي الحقيقه .
وهنا في الغالب يمتلك الفرد شعورا بأن هناك نار قد اشتعلت في جميع أجزائه تحرق قلبه .. ؛ .. يحس بسهم قد أصابه وجرحه يؤلمه وينزف جرحه ومع هذا لا يقتله .
ما أقسى جرح مثل هذا .. يؤلم ولايقتل ؛ جرح يفقدك الإحساس ويجعلك هامدا .. ؛ .. يصيبك بالحزن تاره والألم والحيرة والفتور تاره ربما يتحول هذا الإحساس إلى لا مبالاه ويفقدك الثقه بكل الناس .. شعور مناقض لما كان من قبل ؛ نعم شعور بالغدر مناقض لشعور الحب والعشق والحنان.