سائر وحدي في طريق طويل ..
مليء بالأشواك ..
نظرت هناك ..
فوجدت واحة مليئة بالنخيل ..
الشمس حارقة ..
والظمأ اقتحم جوفي ..
لاحت لي هذه الواحة للأمل .. كبارقة ..
وبدأت الطمأنينة تحل محل الخوف ِ ..
اتجه إليها .. كليّ سعادة ..
فقد وجدت ما كنت أنا بحاجة إليه ..
نهلت من الماء ..
و ارتميت فوق الأعشاب ..
وتدثرت بالسحاب ..
وجعلت العشب لي وسادة ..
كنت بحاجة إلى مكان يحتضنني ..
إلى مكان من الهلاك يحميّني ..
يحميّني من الأعاصير ..
أغمضت عيني ..
و أستمعت إلى زقزقة العصافير ..
ما أجمل هذه اللحظات ..
نسيت بها الحسرات ..
حلمت و كأني في الجنّة ..
ولم يخطر وقتها في بالي أنّ ..
دوام الحال من المحال .. للحياة ’سنّة ..
جفّت المياه .. و سقطت الأوراق .. و يبس العشب ..
استيقظت فجأة لأرى ما حدث ..
تملكني شعور هائل .. بالذهول .. بالدهشة .. بالغضب ..
ماذا جرى ؟ ..
هل هناك من يملك إجابة يا ترى ؟
ما السبب ؟..
لماذا مكتوب علّي أن أعيش دوماً في نَصَب ؟
جائتني الإجابة ..
وكانت غاية في الغرابة ..
يا محمد ..
لقد عشت حياتك مرفهاً .. سنين عديدة .. أتراك نسيت ؟
فما بالك الآن .. إذا جربت الشقاء فترة من الزمان .. بكيت ..
أمن أجل سعادة زائفة تذرف الدمع ؟
أم من أجل لحظات .. تصغي لزقزقة العصافير السمع ؟
هذا قدرك الآن ..
وليس من حقك العصيان ..
أنتبهت لأجد نفسي في ذات الطريق ..
كقارب في بحر الهموم غريق ..
تنهدت وقلت ..
مسكين أنت يا قلبي ..
تعيس انت بسببي ..
عشت أسطورة لم تلبث إلا قليل..
أسطورة كانت نهايتها عويل ..
عشت أسطورة هي( أسطورة حبي)..