فانوس ديوجين
(قصة فلسفية)
أريتم إلى هذا الرجل الغريب ؟ قالوها معا ! البعض قالها بنفس
هامس ، والبعض الآخر بصوت عال ! ورجعوا بعد ذلك يسألون أنفسهم :
ولماذا نحن متفقون على كونه غريب ؟ أجاب أحدهم : ربما لهيئته
الغريبة ! وقال آخر : ربما لإندهاشه وحيرته بكل شيء حوله !
وأقترب آخرون من الحس الانساني قائلين : ربما لأن لديه من
المعرفة والادراك ما لم يجده في تفاصيل الحياة !
وأقترح بعضهم خوض التجربة الإستطلاعية قائلين : لماذا لا نذهب
إليه بأنفسنا ونسأله عن حاله ؟ وأتفقوا على هذا الرأي .
ذهبوا وأقتربوا منه ، وبعد التحية سألوه : ما أسمك يارجل؟ قال :
ديوجين .
سألوه ثانية : وماذا تفعل في هذا الوقت ؟ أجابهم : أبحث عن إنسان
!
تعجبوا كثيرا وذلك لأن هذه الإجابة تدخل الحيرة في المفهوم
العادي لديهم عن الانسان ، وتوقعهم في سلسلة من التساؤلات اللا
متناهية على قدر ما أعتادوا من سذاجة في حياتهم .
سأله أحدهم : وما هذا السراج الذي تحمله ؟ أجاب : لأستعين به في
بحثي عن نور الانسان ! بعدها نظر الجميع إلى بعضهم بحيرة أشد من
ذي قبل ، وبصوت واحد : فعلا إنه غريب !
سأله آخر : ولكن يا ديوجين هل تطول رحلتك في البحث عن الانسان
الذي تنشد؟
أجابه : ربما تطول وربما تقصر ، ولكن إذا وجدته فسوف أعلنها لكم
!
تفرقوا من حوله وفضلوا الإبتعاد حتى لا يتم تحطيم جمودهم
وعاداتهم وسلوك حياتهم ، ومن جهة ثانية لعدم قدرتهم على مسايرة
تفكير هذا الانسان الحكيم .
وأستمر ديوجين في رحلته وبحثه !