خجول ومتحفظ في الحياة ، هجومي جبار قاتل في الملاعب ، موهوب جداً ودقيق التصويب .
باختصار أحد أهم المهاجمين في العالم حالياً .
وهو صاحب الرقم7في الفريق الملكي
انه الاسباني راؤول جونزاليس .
ريال مدريد نادي عريق وشهير ، ومنذ سنين طويلة لم
يخرج من صفوف هذا النادي الكبير نجم عالمي قبل ظهور راؤول غونزاليس بلانكو
المعروف اليوم عالمياً ب ( راؤول ) والذي يكاد يتجاوز الرابعة والعشرين من
العمر ويعتبر من أحد نجوم العالم في كرة القدم ، واهم مهاجم اسبانيا يلقبه
الجميع (( بصاحب القدم الذهبية )) بسبب تسجيله للاهداف الجميلة والصعبة .
ولد راؤول الصبي الموهوب في 27 يوينو 1977 في مدريد ، ومنذ صباه اشتهر
بقدمه اليسرى الصاروخية ، وبجده وكده ومواظبته على التدريب ، مما جعله
فيما بعد لابديل عنه في الريال وفي المنتخب الاسباني على السواء .
في الحياة خارج الملاعب الرياضية تجده دائماً بنظراته التي تمنحه هيئة
المثقفين والاساتذة ، وهو يقول انه يستعملها لانه مصاب بضعف بسيط في عينه
اليمنى .
مسيرته الرياضية غريبة عجيبة ، فهو لم يمر كما معظم اللاعبين في مراكز
التأهيل الرياضية التي تنشئها الاندية . بل يقول عن نفسه انه ( لاعب شارع
) .
بدأ راؤول يمارس كرة القدم في مدينة سان كريستوبال دو لوس انجلس في ضواحي
مدريد الجنوبية في حي شعبي يعج بالعمال ، وهو الحي الذي ولد فيه بالفعل ،
وحيث سكن مع اهله قبل ان تدر عليه كرة القدم الاموال وينتقل معهم الى فيلا
فخمة في مدريد .
كان عمره 10 سنوات عندما أخذ يتردد على الملاعب الشعبية ، لكن أحداً لم
يلفت نظره هذا الفتى ، وعندما بلغ الثالثة عشرة من عمره ، وقع نظر احد
فنيي نادي اتليتكو في مدريد عليه ، فاستقدمه الى النادي ، لكنه لم يلعب في
تلك السنة اية مباراة حتى وقع مرة اخرى نظر رئيس النادي عليه اثناء
التدريبات فقال للمدرب ان هذا اللاعب ( سيمفونية متكاملة ) يجب ان تعتمد
عليه .
لكن يشاء القدر ان يصل هذا الكلام الى نادي ريال
مدريد ، وكان احد المسؤولين فيه قد لمحه من قبل ، فاتصلوا به طالبين منه
الاتحاق بريال مدريد ، عارضين عليه مبلغاً كبيراً من المال ، فاضطر الصبي
اليافع الى الموافقة والذهاب الى الريال .
ومنذ الموسم الاول في ريال مدريد استطاع ان يبرهن عن موهبيته الكبرى ، فقد سجل 59 هدفاً خلال 26 مباراة !!!!!!!!!!!!!!
وبسرعة البرق اختير هذا اللاعب ضمن تشكيلة منتخب اسبانيا للناشئين (( منتخب الامل )) .
وفي اكتوبر 1994 ، وخلال مباراة اسبانيا وفنلدا سجل راؤول هدفين جميلين .
ومنذ ذلك اليوم بدأت الحياة تبتسم لراؤول وعائلته مع الاموال على تواضعها
التي بدأت تدخل في حساب العائلة ، فالوالد الذي يعمل كهربائياً في أحد المصانع
يتقاضى راتباً متواضعاً ، وهو رب عائلة مؤلفة من اربعة اولاد ،
وبعد بدء راؤول باللعب مع ريال مدريد ، شاء القدر ان يصبح والده عاطلاً عن العمل ، فتكفل راؤول باعانة العائلة بكاملها .
اليوم يتقاضى راؤول حوالي 200 ألف دولار في الشهر ، وهو نجم ريال مدريد
بلا منازع ، وقد طلب من ريال مدريد الموسم الماضي تجديد عقده حتى 2005
فوافق النادي مع زيادة الراتب .
اما الالقاب التي حصل عليها راؤول حتى الآن بطولة اسبانيا مرتين ،
كما اختير من قبل الصحافة الاسبانية كأفضل لاعب عام 1997 وكان لم يتجاوز
العشرين من عمره ، وراؤول رجل يحفظ العهد والجميل ، فهو يقول انه مدين
كثيراً للمدرب جورج فالدانو الذي شجعه ومنحه الكثير من الثقة .
ويقول راؤول ( لن اتوقف ، ساتابع التدريب حتى اتقدم واصبح أفضل مهاجم
في أوروبا واكثر ، والطريق مازال طويلاً وعمري يسمح لي ) .
ورغم كل الاغراءات التي تحف بنجم رياضي مثله ، فقد بقي راؤول هادئ
الاعصاب بارد الرأس ، وهو يصرح بأن كل الاغراءات والمؤثرات التي تقضي
على نجوم الكرة لاتؤثر في شيئاً ، فأنا أملك طبعاً صلباً يقاوم الاغراءات مهما كان نوعها .
ويضيف راؤول قائلاً ( أنا اريد ان ابقى دائماً كما انا لازيادة ولانقصان ) ،
انه فعلاً شاب هادئ رصين ، كل ماقام به حتى الآن هو شراء فيلا له ولأهله في حي راق في مدريد ، وشراء سيارة غولف Gti .
ويقولون في اسبانيا انه رجل اعمال ممتاز غير مبذر ، وقد اصبح اليوم تمثاله
متوفراً في متحف الشمع في مدريد ، ولكن رغم ذلك فقد حافظ على توازنه
ولم يفقد عقله رغم ان الاشاعات كثيرة حوله ، فتارة يقولون انه يهوي تلك
العارضة ، وطوراً تلك الفنانة .... وراؤول يضحك ويقلل من اللقاء بأهل
الصحافة .