انى امـراة

وفي طيِ النسيان
ُذكر أدبي
أكتب عن أرضي
وبيت أبي
عن عاصفةٍ
دمرت الاخضر واليابس
وتعارك معها
زمان الصبر
متحدياً كل سهام الغدر
متلقفاً بيديه الحانيتين
هموم العصر
ويسألني اين أنتِ ؟
أهربتِ حقاً
أم كنتِ صامدةً
كهذا الصخر؟
لن تعصف بي
رياح الغدر
لن يسبقني
ذاك الطاعون المنتشر
كرمال البحر
محاولا تحطيم ارادتي
بروح الغدر
لكني عزيزي
امرآة صامدة
كجبال تحمل في كفها
حماماً حر
يفرد جناحيه محلقا
ينثر وروداً وريحان
فوق البساتين الخضراء
فوق الجنة التي بنيتها
أرضي التي زرعتها
عنباً وتينا وتفاحاً
سقيتها ماءً لايام
وطردت الطير

اني أمرآة


كافحت جميع من حاول
اتعاس الغير
وتسالني اين انتِ؟
يا اصغر طير

اني أمراة

حفرت الارض بمعولي
وقلعت الشر
كافحت بقلمي
ذئاباً بلباسِ الطهر
حطمت قلاعاً بنوها
لحرماني ممر
نزعت باسناني سياجاً
وقطعت الجسر

اني امرآة


لا أثق الا بمن حدد دقائق عشر
وضعها ليساعدني
أن اتحدى بلساني
سلاح الغدر
عشر دقائق تبقى معي
لاعبر بها
أمام جموعٍ من أدباء العصر
عما يجول بخاطري
بكلام النثر
من يحرر معصمي
من قيود العصر ؟
أريد حريتي
وحرية كلِ مواطنٍ
كافئه الدهر
بلسانٍ مفعم بالامآل
محطماً كل الاغلال

اني امرآة


لا اخجل ابداً أن يقال
اني طير عانقه الدهر
وطارَ في عالمٍ من الخيال
أتمنى أن اكون قد حققت
ولو قليلا جدا
من مساهمةٍ لافراحِ هذا الزمان
والوردة الحمراء من بين مخالبي
طارت متناثرة حول البستان
بستان الحلم الذهبي
معطية آمالٍ كبار
لابناء هذا الزمان

اني امراة


قد غدر بها الصحب والخلان
غدر بها زمان الفرح
وصاحبها فقر الزمان

لكني أمرآة


ساعيد كتابةَ سطوري
وسانقش قلبي سعيدا
على كل الشجر
فحبيب القلب بات هنا
يلمس برقةٍ وحنانٍ
زجاجات عطوري
يضحك وينادي بحبورٍ
ويسمعه الزمن الضاحك
ويناديه نجم الوجدان

اني أمرآة


الامل بات قريباً
يا قلب لا تحزن أبداً
لن تفصلنا بعد الان
حواجز ولا حتى حدود
فامسي قد أصبح ماضٍ
لا معنى له ولا وجود

اني أمرآة


قد تعديت كل الحواجز والحدود
قد غلبت الاسد القابع
في دربي المعهود
ساحقق كل امالي
فأنا انسان موجود

اني امرآة


اتارجح في زمن
يحارب كل أفراح الوجود
لن أقبع في البيت
كطفلٍ يجلس في زاوية
يبكي الرعد ويخاف
من قطع الوعود

اني أمرآة


قد تحررت وأمنت
أن القلب والحب موجود
وان الحقد سيتحطم
متناثرا مثل العنقود

اني أمرآة

اني قلب منفتح
بدونه لا لن تصمد الوعود