قصة غريبة ومحزنة، ذلك أن موت عاشقين شابين كان وراء ذلك. فقد
أحب الشاب بيراموس العذراء الصغيرة ثيسبي وتاق الاثنان إلى
الزواج. ولكن الأهل أبوا عليهما ذلك ومنعوهما من اللقاء، فاكتفى
العاشقان بتبادل الهمسات ليلاً عبر شق في الجدار الفاصل بين
منزليهما. حتى جاء يوم برح بهما فيه الشوق واتفقا على اللقاء
ليلاً قرب مقام مقدس لأفروديت خارج المدينة تحت شجرة توت وارفة
تنوء بثمارها البيضاء. وصلت الفتاة أولاً ولبثت تنتظر مجيء
حبيبها. وفي هذه الأثناء خرجت لبوة من الدغل القريب والدم يضرج
فكَّيها بعد أن أكلت فريستها، فهربت ثيسبي تاركة عباءتها التي
انقضت عليها اللبوة ومزقتها إرباً ثم ولَّت تاركة عليها آثار
الدماء. حضر بيراموس ورأى عباءة ثيسبي فاعتقد بأن الوحش قد افترس
حبيبته، فما كان منه إلا أن جلس تحت شجرة التوت وأغمد سيفه في
جنبه، وسال دمه على حبيبات التوت ولوَّنها بالأحمر القاني. بعد
أن اطمأنت ثيسبي لانصراف اللبوة، عادت إلى المكان لتجد حبيبها
يلفظ اسمها قبل أن يموت وعرفت ما حدث، فالتقطت سيفه وأغمدته في
قلبها وسقطت إلى جانبه. وبقيت ثمار التوت الحمراء ذكرى أبدية
لهذين العاشقين.