تذكر الاساطير القديمة ان الزهور لم تكن الا صبايا قتلهن الحب فتحولن الى زهور لذلك فان اول تعبير يقوم به المحب هو اهداء وردة الى حبيبه وفى محاولة للعودة الى تلك الاساطير نستعرض اهم الزهور التى ارتبطت اسطورتها بالمراة:
الياسمين:فى اسطورة عربية تقول انه كان فى قديم الزمان صبية بدوية تعيش فى الصحراء اسمها ياسمين وكانت تغطى وجهها وشعرها بخمار شفاف وفى يوم من الايام مر بتلك الصحراء امير فلفتت انتباه تلل الفتاة المغطاة وجذبه غموضها فما كان منه الا تقدم للزواج منها وبعد ان اصبحت زوجته وعاشت معه سنوات عديدة معه فى القصر وجدت نفسها ضجرة من العيش سجينة ضمن جدران هذا القصر وهى التى تعودت على العيش فى الصحراء التى لانهاية لها فما كان منها الا ان هربت الى واحة خضراء وخلعت خمارها معرضة وجهها للشمس فاخذت شيئا فشيئا تتحول الى زهرة ذات رائحة شذية وهذه الزهرة هى الياسمين ومنذ ذلك الحين وزهرة الياسمين تعيش فى المناطق الحارة وتذكرنا بتلك الفتاة التى احبت الحرية والانطلاق اكثر من القصور.
النرجس:حسب الاسطورة اليونانية فان احدى حوريات الغابة واسمها (الصدى) قد وقعت فى حب (نرسيس) الذى منحته الالهة جمالا فائقا وللحفاظ على جماله وشبابه لم يكن مفترضا ان يرى صورته معكوسة ابدا لكنه كان مغرورا فلم يهتم بمشاعر (الصدى) التى كانت من شدة حبها له تلاشت ولم يبق منها الا الصوت وشعرت الاله (نمسيس) بحال(الصدى) وقررت ان تثار لها فقادت (نرسيس) الى بحيرة مضيئة وهناك راى صورته فذبل وتلاشى لكن الالهة اعتبرت ان (نمسيس) كانت قاسية فى حكمها على (نرسيس) فقررت تحويله الى زهرة وهى زهرة النرجس.
اما شجرة الغار:تذكر الاسطورة اليونانية القديمة ان (دافن) كانت من اجمل نساء عصرها فى اليونان القديمة حتى ان الازهار النائمة كانت ترفع رؤسها وتتفتحت عند رؤيتها الا ان (كيوبيد) الذى اشتهر بسهامه اراد تحدى (ابولو) الذى كان معجب ب(دافن) فرمى بسامه الفضية التى تملا القلب بالكراهية الى (دافن) فكرهت الحب وخافت من المحبين ولكى يزييد (كيوبيد) من مرارة (ابولو) رماه بسهم ذهبى الذى يملا القلب بالحب فدخل الحب قلبه وهام ب(دافن) التى هرعت الى والدها مستغيثة من هذا الحب الجارف وما كادت تنهى كلامها حتى تصلبت اعضائها وغارت قدمها فى الارض وصار راسها اغصان شجرة متفرعة وبينما كان (ابولو) يلاحقها اراد ان يرتاح قليلا فى ظل الشجرة التى وصل اليها وما كاد يمد يده ليستند اليها حتى احس بلحم يرتجف تحت قشرة الشجرة فعرف ان هذه الشجرة ليس الا حبيبته فضم اغصانها بين ذراعيه ولقسم امامها بالقول (بما انك لن تكونى زوجتى الحبيبة فكونى شجرتى المفضلة وساصنع من اغصانك تاجا ازين به راسى وازين به رؤس الجنود فى النصر ) واصبحت شجرة الغار ترمز الى المجد والانتصار .
اما زهرة لاتنسينى:تقول الاسطورة انه كان فى احد الايام شاب يتمشى مع خطيبته على ضفاف احد الانهار فى سهل الدانوب وعلى ضفاف النهر كانت تنمو الزهور الزرقاء الصغيرة فاراد الشاب ان يقطف زهرة الى خطيبته ولكن خطيبته رفضت ان يعرض نفسه للخطر وخاصا ان النهر كان قويا وبالرغم من اعتراض خطيبته الا انه عبر الى الضفة الثانية وقطف لها من هذه الزهور لكنه اثناء عودته اليها جرفه التيار فانزلق وفى هذه الاثناء رمى الزهور الى خطيبته وهو يصرخ اليها قائلا (لاتنسينى) ثم اختفى .
وبهذه القصة ننهى بها حكايات الزهور واساطيرها.