أفادت دراسة جديدة أنه قد يكون من الأفضل أن تبدأ يومك
بتناول فنجان قهوة بدلا من كوب عصير مُحلى بالسكر على الأقل إذا كنت قلقا
من احتمال أصابتك بالنوع الثاني من داء البول السكري.
ووجد الباحثون الذين درسوا حالات أكثر من 12 ألف بالغ فى
متوسط العمر ان من شربوا أربعة فناجين أو أكثر من القهوة يوميا قل احتمال
اصابتهم بالنوع الثانى من داء البول السكرى مقارنة مع أولئك الذين نادرا
ما يشربون فنجانا منها.
وتتفق نتائج الدراسة التى نشرت فى الدورية الامريكية لعلم الاوبئة مع نتائج دراسات عديدة سابقة.
والسبب غير واضح الا انه يحتمل ان يكون فى مركب بعينه من
مركبات القهوة -مثل المغنسيوم أو حمض الكلوروجينيك- الذى يحسن تنظيم الجسم
لسكر الدم. وترى بعض الابحاث ايضا ان الكافيين الموجود فى القهوة يحفز على
إطالة أمد عملية حرق الجسم للطاقة "الايض" الأمر الذى قد يسهم فى السيطرة
على وزن الجسم.
وتحدث الاصابة بالنوع الثانى من داء البول السكرى حين يفقد
الجسم على نحو سريع هرمون الانسولين الذى ينقل سريعا السكر من الدم الى
الخلايا ليستخدم من أجل الطاقة. ويرتبط حدوث هذا الخلل الى حد بعيد
بالبدانة.
وعلى النقيض من القهوة فان المشروبات الغازية المليئة بالسكر
والعصائر ارتبطت بالاصابة بالبدانة وزيادة احتمال الاصابة بداء السكرى فى
دراسات بعينها.
وفى هذه الدراسة فان طعم المشروبات الحلوة ليس سببا محتملا للاصابة بداء البول السكري.
ويوضح الباحثون برئاسة نينا باينتر بكلية جون هوبكنز للصحة
العامة فى بالتيمور ان نتائج الدراسة مازالت لا تعطى الضوء الاخضر للاكثار
من شرب القهوة والمشروبات المحلاة بالسكر.
وقالت ليندا كاو كبيرة باحثى الدراسة لرويترز هيلث ان
الاعتدال دائما هو الافضل.ونصحت بقولها "نرى انه من السابق للاوان ان نوصى
بزيادة شرب القهوة."
وأشارت كاو الى انه بينما لا توجد أدلة على ان القهوة سيئة
لدرجة مماثلة لاحتمال الاصابة بالسكرى فان الباحثين ربطوها بظروف اخرى مثل
رفع ضغط الدم.
ومع نقص الادلة التى تربط بين المشروبات المحلاة بالسكر
والاصابة بالنوع الثانى من داء السكرى فان الباحثين يقولون ان ذلك مفاجأة
الى حد ما. فعلى العموم ووفقا لقول كاو وباينتر فان البالغين فى منتصف
العمر فى هذه الدراسة شربوا مشروبات قليلة السكر وبالتالى كان من الممكن
ان يغطى ذلك أى علاقة بداء السكري.
وقالت كاو "الاعتدال فى شرب القهوة لايزال هاما كما يتعين الحذر فى تناول المشروبات المحلاة."
واعتمد باحثو هوبكنز فى نتائج هذه الدراسة على بيانات لعدد
12 ألفا و204 أمريكيين من البالغين فى منتصف العمر توبعوا منذ عام 1987
وحتى عام 1999 وكانوا جميعا من غير المرضى بداء السكرى فى مستهل المتابعة.
وتؤكد كاو الحاجة لمزيد من الدراسات لتقرير ما اذا كانت القهوة فى حد ذاتها لها أثر حقيقى فى احتمال الاصابة بداء السكرى من عدمه