السؤال:
ما حكم زيارة أماكن السيرة النبوية كغار حراء وجبل أحد وغيرهما؟
الجواب:
الحمد لله
زيارة هذه الأماكن بقصد التعبد والتقرب إلى الله تعالى بدعة لا تجوز، فلم يُنقل عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه فعل ذلك، وصحابته رضي الله عنهم من بعده لم يفعلوا ذلك وهم أعلم الناس بدين الله وأطوعهم إلى الله عز وجل، وفي الحديث: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردٌّ)) متفق عليه.
أمَّا إن لم يكن على سبيل التعبد كأن يكون للاستعانة بزيارتها في فهم حوادث السيرة كالغزوات وغيرها كما يفعله بعض المربين والمعلمين فلا بأس بذلك، حيث إن الأصل في الأفعال على غير وجه التعبد الجواز وعلى وجه التعبد المنع، لكن يشترط لجواز زيارتها شروط، منها:
1-ألا يسافر لها، لحديث (لا تشدوا الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد) وسبق بيان ذلك في فتوى سابقة.
2-ألا يلتزم بالزيارة في أوقات معينة وبصورة وهيئة معينة حتى لا تشبه العبادة.
3- ألا يتعمد أداء عبادة عندها كصلاة أو ذكر أو دعاء أو يقصد التبرك بها.
4-أن يتمكن من إنكار المنكر من بدع أو شركيات- إن وُجِدت- بيده أو بلسانه بالضوابط الشرعية المعتبرة، فإن لم يستطع فبقلبه وعليه مغادرة المكان فذلك أضعف الإيمان.
وعدم ثبوت زيارة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام رضي الله عنهم لهذه الأماكن لا يدل على حرمتها فهذا إنما يقال فيما كان على وجه التعبد.
لكن قد يقال: إن زيارة مثل هذه الأماكن ذريعة للشرك، فيجاب بأن مجرد الزيارة ليس ذريعة للشرك إلا إذا هُيئت هذه الأماكن بحيث تصبح أماكن زيارة وسياحة يأتيها الناس أفواجاً ويقصدونها قصداً فمثل هذا الفعل قد يؤدي إلى جعلها مزارات، فسدُّ هذا الباب متعين، وهناك فرق بين هذا وذاك لمن تأمله.
والله أعلم